المادة    
  1. دعوى حاجة المجتمع لخروج المرأة للعمل

     المرفق    
    السؤال: إن من الدعاوى الباطلة التي يروج لها الآن أن نصف المجتمع معطل، وأنه لابد للمرأة من الخروج، لحاجة المجتمع إليها، فبماذا يرد على أمثال هؤلاء؟
    الجواب: يرد عليهم أولاً بقول الله تبارك وتعالى: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ))[الأحزاب:33] فليس قرارها في بيتها تعطيلاً، إنما هو امتثال لأمر الله، ولو لم يكن هناك حجة لقرارها في بيتها إلا امتثال أمر الله، فكفى بامثتال أمر الله حجة! فامتثال أمر الله وطاعته هو الخير والشرف، وهو العمل العظيم الذي من أجله خلقنا، وهو أكبر عمل نقوم به في هذه الحياة الدنيا.
    كما أن المرأة المسلمة التي تبقى في البيت ليست معطلة، فهي إن كانت أماً فإنها تربي الأجيال، وتهيئ المناخ المناسب للأسرة المسلمة، فلديها من الأعمال ما يفوق عمل كثير ممن يعملن خارج البيت. كن يمضين الوقت في الفراغ وقراءة الصحف وأمثال ذلك مما نشاهد الرجال يفعلونه، والله تعالى أعلم بحال النساء.
    فالمرأة المسلمة تبقى في بيتها، وتربي أطفالها، ولو افترضنا أنها ليست متزوجة، فيمكن أن تعمل وهي في البيت الأعمال التي تجلب لها الخير، كأن تتعلم العلم، أو تعمل بالخياطة، أو تعمل أي عمل يمكن أن يدر عليها الربح وهي في بيتها، فتجمع بذلك بين امتثال أمر الله سبحانه وتعالى وبين الإنتاج والعمل الذي يحقق لها الخير في الدنيا والآخرة.
    أما إذا خرجت المرأة، فإنه لن يتعطل نصف المجتمع فحسب، بل سوف يتعطل المجتمع كله، ونضطر إلى الاستعانة بالمربيات والخادمات والطباخات، والخياطات وأمثال ذلك، ثم تخرب الأمة وتهرم، ويفنى شبابها، ويضيع مستقبلها، وتتدهور تنميتها، وتنقرض بعد أجيال.. كما سمعنا في الإحصائيات الغربية.
  2. حكم كشف المرأة وجهها ويديها

     المرفق    
    السؤال: حبذا لو بينتم حكم الشرع بالنسبة لكشف المرأة لوجهها ويديها؟
    الجواب: تغطية المرأة لوجهها واجب، وكشف وجهها حرام، وكذلك كشف يديها، إلا بين المحارم أو من حولها من النساء.
    وهذا أصل عظيم درجت عليه الأمة الإسلامية، ودل عليه كتاب الله تبارك وتعالى، ودلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة الثابتة، ودرج عليه عمل المسلمين، بل حتى في الجاهلية كان ذلك مما هو معروف لدى المرأة العربية.
    ولم تُعرف قضية الخلاف في كشف الوجه وعدمه إلا في هذا العصر، وقد أثيرت هذه القضية لا لأجل الترجيح العلمي المجرد، وإثبات أن كشف الوجه أو تغطيته مسألة خلافية.. إنما أثيرت لتنزع المرأة المسلمة حجابها بحجة أن تغطية الوجه فيه خلاف.
    وأقول: من هؤلاء المجتهدون العلماء الثقات الذين يقولون: إن على المرأة أن تخرج حتى لا يتعطل نصف المجتمع، لأن الرأي الراجح هو كشف الوجه؟! إن هؤلاء الذين ينادون بخروج المرأة ويتحججون بأنه لا يجب عليها أن تغطي وجهها ليسوا بعلماء.
    كل علماء المسلمين يوجبون على المرأة أن تغطي وجهها إذا خشيت الفتنة، ولا شك -على الإطلاق- في أن الفتنة قائمة وموجودة الآن على أشدها في كل مكان.
    فهذا هو الحكم على افتراض أن الرأي الراجح هو الذي يجوز للمرأة كشف وجهها وكفيها، ومع ذلك فإننا نقول: إن الرأي المرجوح والضعيف هو الذي يقول: إن كشف الوجه أو الكفين جائز، وليس العكس.
    عندما قال الله تبارك وتعالى: ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ))[النور:31] ماذا فهم الصحابة من هذه الآية؟ وما معنى الخمار في لغة العرب؟ عندما يضرب الخمار على الجيب فلا يحتمل في كلام العرب إلا أن يكون الوجه مغطى خلال ذلك، وهذه حقيقة، وراجعوا في ذلك لسان العرب - مادة (خمر) لتعرف معنى الخمار، ومادة (نصف) لتعرف معنى النصيف، النصيف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الشهداء في صفة الحور العين: {ولنصيف إحداهن خير من الدنيا وما فيها} فما هو النصيف في لغة العرب؟
    يقول النابغة الشاعر المشهور:
    سقط النصيف ولم ترد إسقاطه            فتناولته واتقتنا باليد
    ما هو النصيف؟ ولماذا سمي نصيفاً؟
    يقول اللغويون: النصيف هو الخمار، وسمي كذلك لأنه ينتصف بين المرأة وبين الناس فلا يرونها، كأنه في النصف بين المرأة وبين الناس فلا يرونها.
    فإذاً: النصيف هو الخمار، ولذلك لما سقط عن تلك المرأة الجاهلية غطت وجهها باليد، حتى قال بعض اللغويين -وأظنه السيرافي أو ثعلب-: ويجب أن يكون مغطياً للرأس كله، وإلا فلا معنى أن تغطي وجهها ويبقى شعرها.
    المقصود: أن النصيف هو الخمار الذي يغطي المرأة: ((وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ))[النور:31] أما الخمار، فإن كل مادة خَمَرَ مأخوذة من الستر والتغطية، والخمار الذي شرعه الله تعالى للمرأة وكان معروفاً لديها، والذي تكفن فيه، والذي جاء ذكره في الكتاب والسنة: هو الغطاء الساتر للمرأة، والذي ينسدل عليها بدءاً برأسها، مروراً بوجهها ونحرها وصدرها.
  3. تقوى الله سبحانه وتعالى هي الطريق إلى النجاة

     المرفق    
    السؤال: إنني فتاة مؤمنة إن شاء الله، وقد أضلني الشيطان فمشيت في طريقه وسبيله -إلى أن تقول- والآن أنا تبت، ولكن ما زال الشيطان يأتيني ويغريني، وأريد الرجوع إلى سبيل الخير، فكيف الطريق إلى ذلك؟
    الجواب: يقول الله تبارك وتعالى : ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً))[النساء:27-28] فيأيها الأخت المؤمنة! الإنسان ضعيف، ولكن الله سبحانه وتعالى يريد أن يتوب علينا، فأطيعي الله ولا تطيعي الشيطان، ولا تطيعي الذين يتبعون الشهوات ويزينونها لك، فالسبيل هو تقوى الله سبحانه وتعالى.. إن الله تبارك وتعالى قد أوصانا وأوصى الأمم قبلنا بهذه الوصية العظيمة التي جمعت طريق الخير كله، يقول جل شأنه: ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ))[النساء:131] فاتقي الله يا أختي المؤمنة! وتذكري الموت وسكراته، وتذكري القبر ووحشته، وتذكري البعث والقيامة وأهوالها، وتذكري الصراط وعبوره، وتذكري النار وورودها؛ فإن هذا مما يمنعك بإذن الله من اتباع سبيل الشيطان، ويجعلك تقاومينه.
    واعلمي أن الشيطان لن يدع فرصة يستطيع من خلالها أن يستدرج المسلم سواء أكان رجلاً أو امرأة إلا ويستغلها، فالشيطان لا يفتأ يستدرج المرء إما إلى شهوة وإما إلى شبهة، فيجب علينا أن نقاومه؛ لأن المعركة بيننا وبينه لا تنتهي حتى قيام الساعة، ويجب أن نصبر حتى نلقى الله تبارك وتعالى ونحن على سبيل الطاعة والمجاهدة في ذات الله.
  4. حكم كشف المرأة وجهها أمام غير المحارم

     المرفق    
    السؤال: إنني متزوجة وزوجي يطلب مني أن أظهر أمام إخوانه وأعمامه وأخواله سافرة؛ بحجة أن إخوانه محارم مؤقتون، ويجوز كشف الوجه واليدين أمامهم بدون زينة.. فهل هذا جائز؟
    الجواب: لا يجوز للمرأة أن تخرج سافرة أمام الأقرباء الذين ليسوا بمحارم، مثل: أخي الزوج، وابن الخال وابن الخالة وابن العم وابن العمة وأشباه ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: {الحمو الموت} فيجب علينا أن نحترز من الحمو كما نحترز من الموت، والحمو هو قريب الزوج أياً كان، إذا لم يكن محرماً.
    ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فلا تطيعي زوجك، ولكن انصحيه وأقنعيه، أو أسمعيه ما يقنعه إن شاء الله.
  5. العوامل التي تساعد المرأة المسلمة على أداء وظيفتها التربوية

     المرفق    
    السؤال: ما هي العوامل التي تساعد على نجاح المرأة المسلمة في أداء وظيفتها التربوية؟ الجواب: من العوامل التي تساعد على نجاح المرأة المسلمة في أداء وظيفتها أن تنظر إلى ما كان عليه نساء النبي صلى الله عليه وسلم والصحابيات من سلوك وعمل وبر وطاعة وتقوى، فتبر زوجها وتربي أبناءها، وتسير في حياتها وفق ما كنّ يسرن عليه، فهن القدوة، وللأخت المسلمة فيهن الأسوة. فأمر الله سبحانه وتعالى واضح، وهذه النماذج بين أيدينا، فلنقرأ سيرهن، ولندع سير الداعرات والفاجرات اللاتي تنتشر أخبارهن -مع الأسف- في كثير من الوسائل المقروءة أو المرئية.
  6. المقصود بمصطلح تحرير المرأة

     المرفق    
    السؤال: ما المقصود بتحرير المرأة؟
    الجواب: المقصود الذي يريده أعداء الله من تحرير المرأة هو: إفساد المرأة، وإخراجها من بيتها، وعصيانها لأمر ربها تبارك وتعالى، فميزان التحرر عندهم هو التعري، والتبرج والتهتك، ومزاحمة الرجل في الأسواق وفي كل مكان، فهذا هو ميزان الحرية عندهم، فنرد عليهم بقول الشاعر:
    إذا كان التقدم في التعري            فما فضل الحصان على البغي
    أما في دين الإسلام وفي كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الحرية هي طاعة الله، وهي حرية القلب من العبودية لغير الله.
    واقرءوا إن شئتم رسالة (العبودية) لشيخ الإسلام ابن تيمية، حيث فصل ذلك وبينه، فالعبودية هي عبودية القلب، والحرية هي حرية القلب، فالمؤمن عندما يحرر قلبه من العبودية لغير الله فإنه يكون عبداً لله وحده لا شريك له، أما أولئك فإنهم يريدون أن يحرروا المرأة من عبودية الله؛ لتكون مملوكة للشركاء المتشاكسين من أصحاب بيوت الأزياء، وتجار الدعارة، الذين يسعون لهدم وتقويض المجتمعات.
    وهذا هو الفرق بين الحرية في الإسلام، والحرية عندهم.
  7. حكم النظر إلى صور النساء

     المرفق    
    السؤال: ما حكم النظر إلى صور النساء؟
    الجواب: النظر إلى المرأة في الصورة حكمه حكم النظر إليها على الطبيعة والحقيقة، قال تعالى: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ))[النور:30] هذا الغض -غض البصر- يشمل الصور المطبوعة أو المرئية في الأفلام كما يشمل المرأة التي ترى في الشارع، فالمحظور واحد، والحكمة واحدة، والعلة واحدة، والداء واحد، والنتيجة واحدة في هذا أو في ذاك، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {العين تزني وزناها النظر} فلا يقول الإنسان: إنني لم أرتكب الفاحشة الكبرى، وإنما مجرد النظر؛ لأن الحكم في شريعتنا في مثل هذه المسائل: أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد، وهذه محرمة في ذاتها، ومحرمة لأنها وسيلة إلى غيرها.. إلى الفاحشة الكبرى.
    ومن غض نظره استجابةً لأمر الله وحياءً من الله، أبدله الله تبارك وتعالى إيماناً يجد حلاوته في قلبه، كما روي ذلك من طرق عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهل هناك شيء في هذه الدنيا أغلى من أن يقذف الله سبحانه وتعالى الإيمان في قلبك؟! والله لا يوجد شيء أبداً أغلى من ذلك ولا أعظم منه، فغض نظرك عن النساء المحرمات يبدلك الله سبحانه وتعالى إيماناً تجد حلاوته في قلبك، مصداقاً لبشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه:((وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى))[النجم:3-4].
  8. حكم زواج الفتاة الملتزمة من غير الملتزم

     المرفق    
    السؤال: تقدم شاب لخطبتي، وهذا الشاب يصلي ويؤدي جميع فرائضه، ولكنه غير ملتزم بالشريعة الإسلامية الالتزام الكامل، أي أنه يسمع الأغاني ويشاهد أفلام الفيديو، بالرغم أنني أنا ملتزمة جداً والحمد لله.. فما حكم الرفض في هذه الحالة؟ الجواب: مثل هذه الأمور يراعى فيها المصلحة الشرعية لا المصلحة الفردية، فإن تقدم لهذه الفتاة من هو خير منه في دينه فلا شك أنه يجب عليها أن ترفض ذلك العاصي، وأن تتزوج من الشاب التقي، وأما إن لم يتقدم غيره، وكان هناك في نفس الوقت أمل في إصلاح هذا الشاب، كأن تكون محبته لها وتعلقه بها معينة لها على نصحه، وهي في ذات الوقت مطمئنة إلى أن الله سبحانه وتعالى سيهديه على يديها، فإنه لا بأس من قبولها به، بشرط أن تكلمه مبدئياً منذ الخطبة في هذا الموضوع، وأن تباشر الدعوة معه إلى الله سبحانه وتعالى، فإن من نساء المسلمين من جعلت مهرها إسلام زوجها كما تعلمون ذلك، فالمرأة إذا استطاعت أن تهدي -والله تعالى هو الذي يهدي هداية التوفيق- هذا الشاب، فإن لها بذلك الخير والأجر، ولا سيما إن كان ذا قرابة ورحم. وإلا فإن الأصل المعلوم أنه لا يجوز أن تتزوج الفتاة من الفاسق، ولا الفتى من الفاسقة أيضاً، وإنما على الشاب بذات أن يظفر بذات الدين، وعلى الفتاة أن تظفر بذي الدين.
  9. حكم حضور حفلات الزفاف التي فيها منكرات

     المرفق    
    السؤال: ما حكم حضور حفلات الزفاف التي فيها منكرات؟
    الجواب: الله سبحانه وتعالى يقول في صفات المؤمنين: ((وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً))[الفرقان:72]، فحضور الأماكن التي تحتوي على اللغو واللغط، والموسيقى والمعاصي التي تغضب الله عز وجل يعد من حضور الزور وشهود الزور، ومن سماع اللغو المحرم؛ ولهذا لا يجوز للفتاة المسلمة أن تذهب إلى هذه الحفلات إلا إذا كانت تضمن أن لوجودها تأثيراً يؤدي إلى إلغاء المنكر، أو تذهب لإقامة الحجة وإنكار المنكر ثم تنصرف...
  10. حكم زيارة المرأة للقبور

     المرفق    
    السؤال: ما حكم زيارة القبور أو قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالنسبة للنساء؟
    الجواب: زيارة القبور فصل فيها العلماء كما فصل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة الجواب الباهر وفي رسالة الرد على البكري والإخنائي وغير ذلك.
    والراجح والصحيح أن زيارة القبور للنساء لا تجوز، أما مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فإن المرأة المسلمة تزور مسجده صلى الله عليه وسلم وتصلي فيه ما يكتب الله تبارك وتعالى لها ولا تذهب إلى القبر.
  11. حض الآباء على تيسير المهور

     المرفق    
    السؤال: نرجو أن توجه نصيحة إلى الآباء بتخفيض المهور ليتمكن الشباب من الزواج، وكذلك الرد على كل أب يريد من ابنته أن تكمل دراستها في الجامعة قبل أن تتزوج.
    الجواب: نحمد الله سبحانه وتعالى أنه قد وجد في مجتمعاتنا من الفتيات المسلمات من تستنكر المغالاة في المهر، ومن تريد أن تعف نفسها وتحفظ دينها، وذلك بقبول الرجل الصالح حتى لو لم يكن يملك من الدنيا إلا ما يقيم أوده، وحتى لو لم يدفع ذلك المبلغ المغالى فيه، ولو لم يملك الشقة الفاخرة ولا السيارة الفاخرة، وهذا من بشائر الصحوة، ومن الدلائل على أن مجتمعنا يسير في طريق الخير.. إن استمرت هذه المسيرة وعمت وانتشرت.
    وإني من هنا أنصح الآباء وأنصح نفسي نصيحةً لوجه الله تبارك وتعالى -كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- أن يبحثوا عن الشاب المتدين، وألا يشترطوا إلا ما يقيم الحياة على الوجه المتيسر، وذلك بالحد الأدنى من السيارة أو الشقة أو العمل، وأن ييسروا سبل الزواج، فوالله أيها الأب لأن تتزوج ابنتك شاباً فقيراً وتنفق عليه وعليها من جيبك، خير ألف مرة بل مليون مرة من أن ترتكب ابنتك -والعياذ بالله- فاحشةً؛ فيبقى عارها متلبساً بك إلى الأبد.. فاحذروا أيها الآباء‍.
    وأما ما يتعلق بالدراسة، فمن الذي قال: إن الشباب يفضلون الزواج من الفتاة الجامعية؟ ألا تقرءون الصحف؟! فإن الواقع يثبت أن كثيراً من الشباب يعزف عن الزواج من الجامعيات؛ لأنه يفضل الفتاة الأقل سناً وعلماً.. التي لا تجادل ولا تماري، فالقوامة التي جعلها الله تعالى للرجل، إنما تتحقق إذا كان أعلى من المرأة حتى فكرياً، فإذا كان الشاب جامعياً والشابة جامعية فهما ندان، وهذا مما يضعف القوامة، ونحن لا نقول هذا من باب النهي عن مواصلة البنات المسلمات للدراسة الجامعية، لكن كما قلت: الأصل شيء، والاستثناءات شيء آخر، والأصل هو: أن تتزوج الفتاة مع سن البلوغ.
    كان الأحنف بن قيس من أحلم العرب، وجيء له ذات يوم بابنه مقتولاً، وقد قتله ابن أخيه، وكان الأحنف محتبياً فما فك حبوته -وهذا من حلمه- وهو يرى ابنه ميتاً أمامه، بل قال لابن أخيه: لقد قتلت أخاك -أو ما أشبه ذلك- كما أنه كان معروفاً بالأناة، فذكر له ذلك ذات يوم، فذكر أنه رغم أناته فإنه يعمد إلى التعجل في ثلاثة مواضع: أولها تزويج البنت إذا بلغت، و تجهيز الميت، والضيف إذا نزل.
    الشاهد: أنه ليس هناك مفر من أمر الله، ولا مندوحة من السنن الطبيعية التي أوجدها الله، وهي: أن الفتاة بمجرد أن تبلغ -أي تحيض- فإنها مستحقة للزواج، فمتى تقدم الشاب الكفء المتدين وجب زواجها، وحرم الرفض، وعليه فلا يجوز التعلل بإكمال دراستها الجامعية، لأن ذلك قد يؤدي إلى أن يفوتها قطار الحياة -كما يقولون- وتبقى عانساً بقية حياتها.
  12. كتب تُنصح المرأة بقراءتها

     المرفق    
    السؤال: هل هناك كتب تنصحون المرأة المسلمة بقراءتها بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
    الجواب: أنصحها بقراءة كل ما كتب عن المرأة المسلمة وحجابها، مثل ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية في عدة مواضع في مؤلفاته، وأيضاً أكثر من رسالة للشيخ عبد العزيز بن باز، ورسالة للشيخ ابن عثيمين، وكتاب الشيخ البليهي، ومؤلفات أمثال هؤلاء من العلماء الثقات، وفتوى لهيئة كبار العلماء نشرتها مجلة البحوث العلمية، وخطبة الجمعة -وهي فتوى في الحقيقة- التي كتبها فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين للنساء والرجال جميعاً عن المجلات الخليعة، وأمثال هذه الرسائل والكتب مما ينبغي لأصحاب رءوس الأموال أن يحرصوا على طباعتها ونشرها بين الناس في المجتمع لتقوم الحجة على العاصي، وليجد التقي فيها ما يعينه على تقواه.
  13. حكم لبس المرأة للباس القصير أمام النساء

     المرفق    
    السؤال: هل يجوز لبس المرأة المسلمة لباساً قصيراً أمام النساء؟
    الجواب: بدون دخول في التفاصيل.. ليس حراماً على المرأة المسلمة أن ترى أختُها المسلمة منها الساقين أو الشعر، ليس ذلك بحرام، لكن يجب علينا جميعاً أن نضع الأصل دائماً نصب أعيننا، وهو أن نسد الطرق والذرائع إلى الفساد وإلى الفتنة.
    إن مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم: أن تصف المرأةُ المرأة لزوجها، وهذا الوصف يكون -إذا كشفت عن شعرها وعن ساقيها- أكثر بلا شك، وإن فيما انتشر هذه الأيام من الفسق والمعاصي ومن قلة الثقة بالنساء ما يوجب علينا أن نحترز ونلتزم بالمبادئ وبالأصول، فالستر -وإن لم يكن في الأصل واجباً- لكنه من باب الآداب التي ينبغي مراعاتها، فإن الله سبحانه وتعالى ذكر أن الحجاب للقواعد اللاتي لا يرجون نكاحاً خير لهن؛ مع أنه رفع الحرج عنهن في وضعه،((وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ))[النور:60]، فالقواعد: هن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحاً، فقد رخص الله تعالى لهن أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة، ومع ذلك فالاستعفاف -وهو هنا الحجاب- أفضل لهن.
  14. لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

     المرفق    
    السؤال: بعض الرجال يجبرون زوجاتهم على الظهور سافرات أمام الرجال، فما الواجب على المرأة في هذه الحالة؟
    الجواب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق}، وأمر الزوج هنا معارض لأمر الله جل وعلا، فيجب عليها أن ترفض ذلك وأن تنصحه، فإن قبل وإلا فلتشتكه إلى من تثق به، أو من يستطيع أن يقنعه، أو إلى أهلها، حتى ولو أدى الأمر إلى أن تشكوه إلى القاضي في النهاية، إذ لا يجوز لها أن تطيعه في معصية الله تبارك وتعالى.